أرشيف

الكلاب المسعورة تهاجم مدينة تعز

تناولت وسائل الإعلام ظاهرة انتشار الكلاب المسعورة هذه الأيام، الأمر الذي أقلق المواطنين ليس على مستوى المدينة فقط، بل على مستوى المديريات .. ولا عجب من ذلك أن محافظة  تعز- ممثلة بمكتب التحسين والنظافة – شبه عاجزة عن مواجهة هذه الكارثة.

يقول الدكتور محمود الشميري والقائم بأعمال مدير المستشفى الجمهوري: "لقد وصلت الحالات خلال يومين إلى 28 حالة أغلبها من حارة الجحملية وحارة سوق الصميل (مديرية القاهرة) وهناك بعض الحالات من خارج المدينة، نحن في المستشقى نعاني من نقص شديد للعلاج الخاص بداء الكلب .. من قبل كانت تصرف لنا (200 إبرة) نُغطي بها شهرين، الآن (500 إبرة) لم تستمر عشرة أيام .. المشكلة أن هذا النوع من العلاج يتم طلبه من صنعاء والشخص المرسل إلى صنعاء يحتاج عشرة أيام حتى يرجع بالعلاج .. كما أن العلاج مكلف ومعظم المصابين لا يستطيعون شراءه .. نحن فعلاً في كارثة حقيقية وشبه عاجزين لمواجهة هذه الكارثة، لذلك كما تشاهدون تحركنا بحضور الدكتور ياسين معوضة مدير مكتب الصحة والسكان لمديرية القاهرة (شخصياً) والدكتور سمير أغا ومحمد شمس الدين عضو المجلس المحلي لحث الإخوة أصحاب الصيدليات الخاصة والمجاورة للمستشفى لتقديم بعض المساعدات الإنسانية من الإبر لمعالجة الأطفال المصابين .. والحمد لله الجميع شارك لمواجهة هذه الكارثة، كل الصيدليات المجاورة للمستشفى قدمت الدعم من إبرتين إلى ثلاث إبر دون إكراه، لقد حس الجميع بحجم الكارثة التي نواجهها وأشكرهم على هذا الحس المجتمعي الراقي..

وفور ختامنا للمقابلة مع الدكتور الشميري، وصلت حالة جديدة للتو وهو الطفل (عمر عبده) من النجيبة (المخاء) .. أحضره أخوه عوض عبده وهو يرتجف .. تحدث الطفل عمر عبده قائلاً : "لقد كنت أمشي طالع العقبة من المدينة، مروِّح إلى العزبة، وفجأة الكلب قفز وعضنا باليد .. أنا أدرس في الصف الرابع وأشتغل وأساعد أسرتي .. أبي فقير بالقرية، أنا لا أمتلك قيمة العلاج".

الموضوع مأساوي للغاية، هناك أطفال بترت أصابعهم، بعض الأطفال وصلوا إلى المستشفى ووجوههم مخدشة وكأنها مقطعة بأمواس والدم يسيل منها، ومن الحالات الغريبة الطفل (محمد عبده حمود) من مديرية التعزية والذي كان نصيبه عضة حمار مسعور.

لقد انتشرت الظاهرة بشكل مخيف مسببة رعباً وقلقاً للأطفال والنساء .. بعض الآباء منعوا أطفالهم من الذهاب إلى المدارس تجنباً لهذه المشكلة ..

نأمل من مكتب التحسين والنظافة بالمحافظة تفعيل دوره لمواجهة هذه المشكلة لقتل الكلاب المسعورة المنتشرة في المدينة، أما أن يتم نقلهم أحياء إلى أطراف المدينة فذلك ليس حلاً جذرياً للمشكلة ، إنما ما يزيد الطين بلة.

زر الذهاب إلى الأعلى